الأربعاء، 7 فبراير 2018

#سورةُ_العنكبوت!
مِن أُخريات السُّوَر المكية. 
نزلت قُبيل الهجرة والسيوفُ مشهَّرةٌ تريد أن تُفرِّق دمَ الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين.
وجوُّ التهديد بالموت مسيطرٌ على المشهد في مكة.
فِتَنٌ ومِحَنٌ تكشفُ معدن الإيمان في النفوس!
تلك سُنَّةُ الله في ابتلاء النُّخبة لتأهيلها لمزيد من الاجتباء.
وتنزلُ السُّورةُ بالبشرى!
ففيها كيف نجَّى اللهُ تعالى نوحًا وإبراهيمَ ولوطًا وشعيبًا وموسى عليهم السلام وكيف أهلك عادًا وثمودَ وقارونَ وفرعونَ وهامان.
وفيها أوَّلُ إلماح للهجرة في قول إبراهيم عليه السلام:
(إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).
[العنكبوت: 26].
ثم إلماحٌ ثانٍ في قول الله تعالى:
(وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ).
[العنكبوت: 46].
وهذه توطئةٌ لما سيحدث من الدعوة في المدينة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم. 
ثم إلماحٌ ثالثٌ في قول الله عز وجل:
(يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ). [العنكبوت: 56].
ولقد أتى أمرُ الله وآن أوانُ الهجرة!
وخرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر رضي الله عنه من مكَّة حتى لحقا بغارٍ في جبل ثَوْر.
واقتصَّ المشركون أثرهما والموتُ يلمع في أسنَّة سيوفهم!
وهنا يجمع اسمُ السورة قوَّتهم! 
إنَّهم لا شيء!
كَمَثَل العنكبوت!
وإنَّ كلَّ وسائل هدمهم للدين لا شيء!
ذلك لأنِّ الباطلَ كاسمِه: باطل!
لا سند له من ذاته ولا من الخارج.
وإنَّه بنصِّ القرآن إلى جفاء وضياع وفناء.
إنَّه مثلٌ معجزٌ رائع.
وروعتُه تزداد حين يُنعم الإنسانُ النظر في عنوانه!
فاسمُ السورة: العنكبوت!
= نزلت قبيل الهجرة.
ومِن حماية الله تعالى رسولَه صلى الله عليه وسلم في الهجرة أن نسجت العنكبوتُ على فم الغار الذي مكث فيه!
والقصةُ قد حسَّنها الحافظان ابنُ حجر وابنُ كثير رحمهما الله تعالى. فتأمَّل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق