كيف يجعلُك #القرآنُ العظيمُ تُؤمنُ بشيءٍ لا تراه!?!
تأمَّلْ #سورةَ_النَّبأ وانظر إلى أواخرِها وأوائلِها واعتبر أطرافَها وأوساطَها وتدبَّرِ المناسباتِ المتقابلةَ فيها ترَ عجبًا وأيَّ عجب!
فالسورةُ مؤلَّفةٌ من سبعة مقاطع.
المقاطع الأربعة الفردية، أعني: الأول والثالث والخامس والسابع تتحدَّث جميعُها عن #يوم_القيامة.
ويلفتُ النظرَ فيها أنَّ المقطعَ السابعَ ينظر إلى الأول ويكمله.
وأنَّ المقطعَ الخامسَ ينظر إلى الثالث ويكمله.
فإذا نظرنا إلى المقاطع الزوجيَّة، أعني الثاني والرابع والسادس، نجد أنَّ المقطعَ الثاني يتحدَّث عن #الحياة #الدنيا وأنَّ المقطعين الرابع والسادس يتحدَّثان عن الامتداد لهذه الحياة الدنيا:
إما في #جهنَّم وإما في #الجنَّة:
(إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا… الآيات).
[النبأ: 21].
(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا… الآيات).
[النبأ: 31].
وكما ترى فإنَّ المقطع الوحيد الذي جاء فيه الحديثُ عن مَشاهِدَ من الحياة الدنيا في السورة هو المقطع الثاني:
أعني قولَ الله تعالى:
(أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا . وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا . وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا . وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا . وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا . وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا. وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا . وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا…).
[النبأ: 6-13].
وكلُّ شيء في هذا المقطع منظومٌ بعضُه بإزاءِ بعض في أزواج:
فالأرضُ وأبرزُ شيء فيها #الجبال = زوج!
ويقابلهما في الطرف الآخر #السماء وأبرزُ شيء فيها #الشمس = زوجٌ آخر.
ثم العلاقة بين الرجل والمرأة = زوج!
ويقابلهما في الطرف الآخر العلاقة بين الليل والنهار = زوجٌ آخر.
وفي الوسط جملةٌ غاية في التألُّق:
(وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا)!
وإنك لَتَحارُ إذا تأمَّلتَ هذه الجملة "الوسطى"!
فإنها جاءت هكذا من دون مماثل يقابلها = من دون زوج!
والمقابِلُ للنوم = اليقظة!
لكنَّها لم تُذكر هنا!
ويريدُ القرآنُ العظيمُ من المتدبِّر أن يصل إليها.
كيف?!
النومُ موتٌ أصغر.
واليقظةُ التي تقابلُ النومَ في السورة = المشهد الذي تصوِّره جميعُ المقاطعُ المحيطةُ بجملة:
(وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا)!
يومَ يُحيي اللهُ تعالى الموتى = يوم القيامة!
كلامٌ كأنَّه الدُرُّ نُظم في خرزات!
فتأمَّل!
الأربعاء، 8 نوفمبر 2017
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق