الثلاثاء، 29 أغسطس 2017

🔘   افتحوا #قلوبَكم للقرآن

آيةٌ تكررت في أربعة مواضع من #القرآن ،
وكنتُ كلما مررتُ عليها أتوقف عندها لبرهة وأكررُها بيني وبين نفسي ،
وأحببتُ أن اشاركَكُم روعتها .

➖  الآيةُ هي قوله تعالى :

(( #رضي_الله_عنهم_ورضوا_عنه ))

تكررت في :
• سورة المائدة آيـة   ١١٩
• سورة التوبة آيـة   ١٠٠
• سورة المجادلة آية   ٢٢
• سورة البـيـنـة آيـة    ٨

▫ (( رضي الله عنهم ورضوا عنه ))

هذه الاية تتكون من شقين :

الاول : هو #رضا #الله عن العبد
وهذا هو ما نسعى له جميعا .
وأظنُ أنَّ هذا الشق مفهومٌ للجميع .

الثاني : وهو الأصعب وهذا ما أردتُ التركيزَ عليه وهو قول الله تعالى : ( ورضوا عنه ) .

🔹 وهنا السؤال :
هل أنت راضٍ عن ربك ؟
سؤال صعب أليس كذلك ؟

دعني أعيد صياغة السؤال :
هل تعرف ما معنى أن تكونَ راضٍ عن ربك ؟

الرضا عن الله :
هو التسليم والرضا بكل ما قسمه اللهُ لك في هذه الحياة الدنيا من خير أو شر .

الرضا عن الله :
يعني إذا أصابك بلاءٌ امتلأ قلبُك يقيناً أنّ ربَّك أراد بك خيراً بهذا البلاء .

الرضا عن الله :
يعني أن تتوقفَ عن الشكوى للبشر وتفوضَ أمرَك لله وتبثَ له شكواك .

الرضا عن الله :
يعني أن ترضى عن ربك إذا أعطاك وإذا منعك ، وإذا أغناك وإذا أخذ منك ، وإذا كنتَ في صحة وإذا مرضتَ .
أن ترضى عن ربك في كل أحوالك .

▫  انظر حولك وأسأل نفسك :
هل أنت راض عن شكلك ، زوجك ، أهلك ،  قدرك ؟!!
فكل هذه الأشياء قد اختارها الله لك .
فهل أنت راضٍ عن اختيار الله لك .

هناك خمسُ نقاطٍ مهمةٌ يجب أن نفهمَها خلال تدبرنا لهذه الآية :

١. الرضا عن الله لا يتنافى أبداً مع الألم الذي قد نشعر به أحياناً لسبب أو لآخر ، فنحن بشرٌ وهذه الدنيا دارُ ابتلاء ، ولم ولن يسلم منها أحدٌ ، فخير خلق الله بكى عند وفاة ابنه .

٢. هناك فرق بين الصبر والرضا ، فالرضا درجة أعلى من الصبر . أن تصبرَ يعني أن تتحملَ الألَم لأن هذا قدرُك وليس في يدك شئٌ غير الصبر ، ولكن الرضا أن تشكرَ الله على هذا الألم !

٣. الرضا عن الله منزلةٌ عاليةٌ لا يصلُ إليها إلا من امتلأ قلبُه حباً لله ، فهناك أناسٌ حولنا عندما يمرون بأي ضائقة لا تسمعهم يرددون إلا
قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
( رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً )
ما أروعه من إيمان وما أروعه من يقين ...

٤. اعِلَمْ علمَ اليقين أنّ اللهَ لا يبتليك إلا ليغفرَ ذنوبَك أو ليرفعَ درجتَك في الجنة ، فارضَ عن ربك .

٥. الإنسان إذا لم يرضَ عن ربه ، فحتى لو ملك الدنيا كلَها فلن يرضى أبداً ، لحديث :
( من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) ، وسيبقى ساخطاً على كل شي وسيعيشُ حياته في نكد وشقاء .

▪ لذلك الواجب لتدبر هذه الآية :

- تأمل حياتَك وركز على كل ما حُرِمتَ منه أو أُخِذ منك واسألْ نفسك هل أنت راضٍ  عن الله . وذكر نفسك دائما وقل  ربي إني راضٍ عن كل أقدارك فارضَ عني .

- راقبْ كلماتِك وتصرفاتِك ، إذا كنتَ ممن لا يتوقفون عن الشكوى والتذمر فاعلم أنك من أشقى الناس وأنك في خطر ، فراجع نفسك .

- كلما ضاقت عليك الدنيا كرر
(( رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبياً ورسولاً )) ..

- تذكر أنّ الرضا عن الله هو السبيلُ لرضا الله عنك .

- تقرب إلى الله بكل ما يزيدك حباً لله،  فإذا أحببتَ اللهَ أحببتَ قدرَه وقضاءَه .

🔸  أخيراً تذكر :

(( أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك )) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق