أعجب العجب فينا نحن البشر ، أننا ننتظر من الله تعالى أن ينظر إلينا بصفات الحلم والعطف والعفو ، ونحوها من صفات الرحمة والمودة ، ثم نستكبر ونستكثر أن نطبق هذه المواصفات فيما بيننا .
رب العالمين ، وهو الغني عن العالمين ، يتعامل مع عباده بأحسن وجوه البر والإحسان والصبر والعفو والمغفرة والمقابلة بالمعروف والخير وحسن التجاوز ..
بينما نتعامل نحن البشر فيما بيننا بالشدة والغلظة وعدم التسامح وعدم العفو والتجاوز ، وكأنما نحن ملوك الدنيا وكبراؤها الذين لا يحق لأحد أن ينازعهم أو يخالفهم .
نحن البشر لا نتحمّل بعضنا البعض ، مع أننا جميعاً عباد الله تعالى ، فاذا لم نكن نراعي الحقوق الواجبة للآخرين ، ولم نراعي السنن والآداب التي علمها لنا القرآن الكريم ونبي الإسلام ، ولم نكن نفكر حتى في ثواب التخلق بالأخلاق الطيبة مع الآخرين ، فلنستحي ولنخجل من الله تعالى ، فنحن نتعامل مع خلقه وعباده ، وهو شاهد رقيب ينظر ويسمع كل ما يصدر منا نحو عباده وخلقه ..
فرفقاً بعباد الله حتى لا نسخط الله تعالى فيهم ، ورفقاً بأنفسنا حتى لانوردها موارد الهلكة بسوء التصرف وردود الأفعال التي تتحكم بها أنفسنا الأمارة بالسوء ، أو وساوس الشيطان الضالة ..
ولنتذكر لتقوية الهمة وزيادة العزيمة ، الحديث الشريف بأن أكثر ما يلج الناس به الجنة : حسن الخلق ..
ولنا برسول الله أسوة حسنة ، حيث مدحه الله تعالى بأنه على خلق عظيم .
ولن يخسر من عمل صالحاً ، ولن يندم من إكتسب الحسنات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق