هل أحاديث نداء القبر وخطابه أحاديث صحيحة ؟
●
○
●
○
●
○
لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في نداء القبر شيء ،
والأحاديث التي جاءت بذلك منكرة شديدة الضعف ،
وقد ورد في كلام بعض السلف من "المواعظ" شيء فيه نداء القبر وخطابه :
يقول الحافظ ابن الجوزي في "بستان الواعظين ورياض السامعين" (181) :
" عباد الله ! ما من أحد - لا مؤمن ولا فاجر - إلا وقبره يناديه بكرة وعشية : إما بالبشرى والسرور ، وإما بالويل والثبور ، فمن فكر فيه وفي وحشته ، وضيقه وغمته ، كان عليه أوسع من الدنيا ، وأفرج منها ، وأبدله الله خيرا من داره ، وأهلا خيرا من أهله ، وجعل القبر خيرا من داره ، فأكثروا ذكره في الآناء والأوقات ، وأطيعوا جبار الأرضين والسموات ، عساه يجعله لكم روضة من رياض الجنات ، ويقيكم فيه الذل والحسرات .
فاللهَ اللهَ ، جدوا في العمل ، فإن القبر أمامكم ، والموت يطلبكم ، يفرق ما جمعتم ، ويخرب ما قد بنيتم بقطع الأنفاس ، وينقلكم إلى ضيق اللحود والأرماس ، فمن قدم إلى القبر عملا صالحا وجده روضة من رياض الجنان ، ومن لم يكن له عمل وجده حفره من حفر النيران ، فاستعدوا له يا معشر الأصحاب والإخوان " انتهى .
فينبغي لمن أراد أن يذكر شيئا قريبا من كلامهم ألا ينسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، بل يحكيه على أنه من لسان حال القبر ، وكأن القبر لو قدر له أن ينطق لصاح بهذا الخطاب ، وبهذا يتحقق المقصود من الموعظة ، ويسلم المرء من إثم التقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل .
والله أعلم .
https://islamqa.info/ar/100485
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق