الاثنين، 29 أغسطس 2016

" ﻻ ﺗﺤﺴﺒﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﺸﻬﻮﺍﺕ ،

ﻭﻻ ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺗﺸﻴﻴﺪ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﺍﻟﻤﺰﺧﺮﻓﺎﺕ ،

ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ
ﺭﺍﺣﺔ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺘﻬﺎ ،
ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﺑﺮﺯﻕ ﺍﻟﻠﻪ ،
ﻭﺳﺮﻭﺭﻫﺎ ﺑﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺑﻬﺠﺘﻬﺎ ،
ﻭﺍﻧﺼﺒﺎﻏﻬﺎ ﺑﻤﻜﺎﺭﻡ ﺍﻷﺧﻼﻕ ،
ﻭﺍﻧﺸﺮﺍﺡ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﻭﺳﻌﺘﻬﺎ ،

ﻻ ﺣﻴﺎﺓ ﻃﻴﺒﺔ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻄﺎﺋﻌﻴﻦ ،
ﻭﻻ ﻟﺬﺓ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﻳﻦ ،
ﻭﻻ ﺭﺍﺣﺔ ﻭﻻ ﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﻗﻠﺐ
ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﻜﺘﻔﻴﻦ ﺑﺮﺯﻕ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﺎﻧﻌﻴﻦ ،
ﻭﻻ ﻧﻌﻴﻤًﺎ ﺻﺤﻴﺤًﺎ ﻟﻐﻴﺮ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻭﺍﻟﻤﺤﺴﻨﻴﻦ ،

ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺧﻴﺎﺭ :
ﻟﻮ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻣﺎ ﻧﺤﻦ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻟﺬﺓ ﺍﻷﻧﺲ ﺑﺎﻟﻠﻪ
ﻟﺠﺎﻟﺪﻭﻧﺎ ﺑﺎﻟﺴﻴﻮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ،

ﻭﻟﻮ ﺫﺍﻕ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺎ ﺫﻗﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ،
ﻟﻐﺒﻄﻮﻧﺎ ﻭﺯﺍﺣﻤﻮﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ ،

ﻣﺎ ﻇﻨﻚ ﺑﻤﻦ ﻳﻤﺴﻲ ﻭﻳﺼﺒﺢ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﻫﻢ ﺳﻮﻯ ﻃﺎﻋﺔ ﻣﻮﻻﻩ ،
ﻭﻻ ﻳﺨﺸﻰ ﻭﻻ ﻳﺮﺟﻮ ﻭﻻ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﺣﺪ ﺳﻮﺍﻩ ،

ﺇﻥ ﺃﻋﻄﻲ ﺷﻜﺮ ،
ﻭﺇﻥ ﻣﻨﻊ ﺻﺒﺮ ،
ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺫﻧﺐ ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻭﺗﺎﺏ ﻣﻤﺎ ﺟﻨﺎﻩ ،

ﻫﺬﺍ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦ ﻓﺎﺗﻪ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﻤﻐﺒﻮﻥ ،

ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻤﺜﻠﻬﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﻮﻥ ."

الشيخ السعدي ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ  ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ ﻓﻲ  ﺍﻟﺨﻄﺐ  ﺍﻟﻤﻨﺒﺮﻳﺔ ‏( ﺻـ 32 ‏)��

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق