الخميس، 25 يناير 2018

صمت المكان واختفى ضجيج الزوايا ..فلا احد هنا...سرقتنا الأيام من هنا .. غادر الرفاق المكان ... كدفعة دراسية أعلنت تخرجها ... فغادروا قبل ان نلتقط الصور الجماعية ... قبل ان نخط العبارات التذكارية .. قبل ان نتبادل القبعات والهدايا ... هنا كان لنا وطن آخر ..كان لنا عائلة .. كان لنا رفقة ..كان لنا قلم... هنا كنا نتقاسم الأحلام والأحزان والامنيات ..هنا كنا نكتب كثيرا.. نسهر كثيرا .. نضحك كثيرا ..نبكي كثيرا ...نتخاصم كثيرا .. نتعاتب كثيرا ..نتسامح كثيرا ...هنا كانت ارواحنا بيضاء. نياتنا نقية ...هنا احببنا ..هنا كرهنا ..هنا التقينا ..هنا افترقنا ...هنا مارسنا كل متناقضاتنا الانسانية ..هنا كانت تتجول كتاباتنا في مدن من الحب ..فكانت الحروف من ذهب ..والمشاعر من ذهب..والاحلام من ذهب... وغادرنا دون ان يسعفنا الوقت بمسح نقوشنا من على جدران المكان ..دون ان نتوقف كي نعتذر لمشاعرنا ..دون ان نستأذن حكاياتنا بالرحيل..دون ان نغلق الأبواب على كتاباتنا وقصائدنا بإحكام ونوصيها ان لاتفتح لغريب الباب... فبقيت الكلمات كشاهد اثبات .. ان اقلامنا مرت يوما من هنا ..وان احلامنا مرت من هنا ..وان حكاياتنا مرت من هنا ..
وان هنا كان لها يوما وطن !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق