الجمعة، 18 نوفمبر 2016



قال ﷺ :
*خيركم من تعلم القرآن و علمه.*
اخرجه البخاري
؛
*تفسير الفاتحة*
و هي مكية ‏[‏1 ـ 7‏]‏
*‏{‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ‏}*‏
🔶🔸🔸🔶🔸🔸🔶🔸🔸🔶
‏*{‏بِسْمِ اللَّهِ‏}*‏ أي‏:‏
أبتدئ بكل اسم لله تعالى‏,‏
لأن لفظ ‏{‏اسم‏}‏ مفرد مضاف‏,‏
فيعم جميع الأسماء ‏[‏الحسنى‏]‏‏.‏
‏*{‏اللَّهِ‏}*‏
هو المألوه المعبود‏,‏
المستحق لإفراده بالعبادة‏,‏
لما اتصف به من صفات الألوهية وهي صفات الكمال‏.
‏ *‏{‏الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ‏}*‏
اسمان دالان على أنه تعالى ذو الرحمة الواسعة العظيمة التي وسعت كل شيء‏,‏
وعمت كل حي‏,‏ وكتبها للمتقين المتبعين لأنبيائه ورسله‏.‏
فهؤلاء لهم الرحمة المطلقة‏,‏
ومن عداهم فلهم نصيب منها‏.‏
واعلم أن من القواعد المتفق عليها بين سلف الأمة وأئمتها‏,‏
الإيمان بأسماء الله وصفاته‏,‏ وأحكام الصفات‏.‏
فيؤمنون مثلًا‏,‏ بأنه رحمن رحيم‏,‏ ذو الرحمة التي اتصف بها‏,‏
المتعلقة بالمرحوم‏.‏
فالنعم كلها‏,‏ أثر من آثار رحمته‏,‏ وهكذا في سائر الأسماء‏.‏
يقال في العليم‏:‏ إنه عليم ذو علم‏,‏
يعلم ‏[‏به‏]‏ كل شيء‏,‏
قدير‏,‏ ذو قدرة يقدر على كل شيء‏.‏
*‏{‏الْحَمْدُ لِلَّهِ‏}*
‏ ‏[‏هو‏]‏ الثناء على الله
بصفات الكمال‏,‏ وبأفعاله
الدائرة بين الفضل والعدل‏,‏
فله الحمد الكامل‏,‏ بجميع الوجوه‏.‏
*‏{‏رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}*‏
الرب‏,‏ هو المربي جميع العالمين
ـ وهم من سوى الله ـ بخلقه إياهم‏,‏
وإعداده لهم الآلات‏,‏ وإنعامه عليهم بالنعم العظيمة‏,‏ التي لو فقدوها‏,‏ لم يمكن لهم البقاء‏.‏
فما بهم من نعمة‏,‏ فمنه تعالى‏.‏
*وتربيته تعالى لخلقه نوعان* ‏:‏
عامة وخاصة‏.‏
*فالعامة* ‏:‏
هي خلقه للمخلوقين‏,‏ ورزقهم‏,‏ وهدايتهم لما فيه مصالحهم‏,‏
التي فيها بقاؤهم في الدنيا‏.‏
*والخاصة‏* :‏
تربيته لأوليائه‏,‏ فيربيهم بالإيمان‏,‏
ويوفقهم له‏,‏ ويكمله لهم‏,‏
ويدفع عنهم الصوارف‏,‏
والعوائق الحائلة بينهم وبينه‏,‏
وحقيقتها ‏:‏
تربية التوفيق لكل خير‏,‏
والعصمة عن كل شر‏.‏
ولعل هذا ‏[‏المعنى‏]‏ هو السر في كون أكثر أدعية الأنبياء بلفظ الرب‏.‏
فإن مطالبهم كلها داخلة تحت ربوبيته الخاصة‏.‏
فدل قوله ‏{‏رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏ على انفراده بالخلق والتدبير‏,‏ والنعم‏,‏
وكمال غناه‏,‏ وتمام فقر العالمين إليه‏,‏ بكل وجه واعتبار‏.‏
*المصدر كتاب :تفسير السعدي*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق