الأحد، 27 نوفمبر 2016



فالقرآن الكريم يعبر عن الرجل بالزوج أحياناً وبالبعل أحياناً أخرى
وعن المرأة بالزوج في مواضع وبالمرأة في مواضع أخرى .
فما السر في ذلك ؟

إن معنى - الزوج – يقوم على الاقتران القائم على التماثل والاتفاق والانسجام التام ، فالزوج فرد انضم إليه مماثل له من جنسه ، ولذا تستعمل للرجل وللمرأة ولذلك لا يُطلق القرآن كلمة – زوج – ( على الرجل والمرأة إلا إذا كانت الحياة الزوجية متفقة ومستقرة ) ومن ذلك قوله تعالى : والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين أما إذا حدث خلل في الحياة الزوجية فإن القرآن يطلق على كل منهما – بعل ، وامرأة ومن ذلك :

1) عند الاختلاف في الدين مثل – امرأة نوح – امرأة لوط – امرأة فرعون – ولم يقل ( زوج نوح ، زوج لوط ، زوج فرعون ) .

2) عند حدوث نزاع أو خلافات في الحياة الزوجية قال تعالى : وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضا .

3) عند عدم الإنجاب ، ومن دقة التعبير القرآني أن امرأة زكريا تُسمى ( امرأة ) في كل المواضع ، قال تعالى على لسان زكريا : وامرأتي عاقر وقال : وكانت امرأتي عاقرا إلا في موضع واحد سميت زوج عندما ولدت ( يحيى ) في قوله تعالى : فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه

ومن هنا ندرك السر في التعبير في قوله تعالى : ولا يبدينَ زينتهنَّ إلا لبعولتهن ولماذا لم يقل لأزواجهن ؟ لأن البعل أعم ، فالزوج لا تُطلق إلا في حال الاتفاق والانسجام فلو قال الحق ( ولا يبدين زينتهنَّ إلا لأزواجهنَّ ) لقلنا بأن المرأة وقت الخلافات الزوجية أو عدم الإنجاب لا تُظهر زينتها لزوجها ، فآثر القرآن التعبير بالبعولة ليفيد بأن المرأة تبدي زينتها لبعلها في جميع الحالات سواءً أكان هناك اتفاق أم اختلاف في الحياة الزوجية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق