الخميس، 3 نوفمبر 2016



الحليم

وهو اسم تكرر وروده في القرآن الكريم في عدة مواضع ،

قال الله تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا
مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } ،

وقال تعالى :
{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ
وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً }.

ومعناه:أي:

الذي لا يعجل على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم ومعاصيهم ،

يرى عباده وهم يكفرون به ويعصونه ،
وهو يحلم عليهم فيؤخر وينظر ويؤجل ولا يعجل،

ويوالي النعم عليهم
مع معاصيهم وكثرة ذنوبهم وزلاتهم ،

فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم ،
ويمهلهم كي يتوبوا ،

ولا يعاجلهم بالعقوبة كي يُنيبوا ويرجعوا.

وقد أخبر سبحانه عن حلمه بأهل المعاصي والذنوب وأنواع الظلم وأنه لو كان يؤاخذهم بذنوبهم أولًا بأول لما أبقى على ظهر الأرض من دابة ،

كما قال سبحانه :
{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم
ما تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ
وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى
فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }،

وقال تعالى :
{ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ
لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا
لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ
بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ
لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً}.

فمع ما يكون منهم من شرك به سبحانه ووقوع في مساخطه ،

واجتهاد في مخالفته ومحاربة دينه ،
ومعاداة لأوليائه يحلم عليهم ،
ويسوق إليهم أنواع الطيّبات ،
ويرزقهم ويعافيهم ،

كما في (الصحيحين ) من حديث أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه – عن النبي ﷺ قال :

(ليس أحدٌ أو ليس شيءٌ أصبر على أذى سمعه من الله ،
إنّهم ليدّعون له ولدا ،
وإنه ليعافيهم ويرزقهم )

ومن حلمه سبحانه بأصحاب الأخدود قوله تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا
فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ }.

قال الحسن البصري –رحمه الله -:

(انظروا إلى هذا الكرم والجود ،
قتلوا أولياءه
وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة ).

مختصر فقه #الأسماء_الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر🍃

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق