(فاحترقت)
لا تحرقوا جنات أعمالكم الصالحة ب:
1/ الرياء ...أو
2/ كثرة المعاصي بعد الطاعات
يقول تعالى:
{أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلِ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ
فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ
فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} [البقرة: ٢٦٦]
للسلف قولان في كيفية حرق جنة الطاعة، وقد ذكر الإمام الطبري آثار السلف الدالة على القولين:
قال الطبري :
{فَاحْتَرَقَتْ} يَعْنِي بِذَلِكَ أَنَّ جَنَّتَهُ تِلْكَ أَحْرَقَتْهَا الرِّيحُ الَّتِي فِيهَا النَّارُ فِي حَالِ حَاجَتِهِ إِلَيْهَا، وَضَرُورَتِهِ إِلَى ثَمَرَتِهَا بِكِبْرِهِ وَضَعْفِهِ عَنْ عِمَارَتِهَا، وَفِي حَالِ صِغَرِ وَلَدِهِ وَعَجُزِهِ عَنْ إِحْيَائِهَا وَالْقِيَامِ عَلَيْهَا، فَبَقِيَ لَا شَيْءَ لَهُ، أَحْوَجَ مَا كَانَ إِلَى جَنَّتِهِ ....
يَقُولُ: فَكَذَلِكَ الْمُنْفِقُ مَالَهُ رِيَاءَ النَّاسِ، أَطْفَأَ اللَّهُ نُورَهُ، وَأَذْهَبَ بَهَاءَ عَمَلِهِ، وَأَحْبَطَ أَجْرَهُ .....
ثم ذكر أثرا عن السدي يوضح هذا المعنى فقال
عَنِ السُّدِّيّ
«هَذَا مَثَلٌ آخَرُ لَنَفَقَةِ الرِّيَاءِ، أَنَّهُ يُنْفِقُ مَالَهُ يُرَائِي النَّاسَ بِهِ، فَيَذْهَبُ مَالُهُ مِنْهُ وَهُوَ يُرَائِي، فَلَا يَأْجُرْهُ اللَّهُ فِيهِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَاحْتَاجَ إِلَى نَفَقَتِهِ، وَجَدَهَا قَدْ أَحْرَقَهَا الرِّيَاءُ، فَذَهَبَتْ كَمَا أَنْفَقَ هَذَا الرَّجُلُ عَلَى جَنَّتِهِ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ وَكَثُرَ عِيَالُهُ وَاحْتَاجَ إِلَى جَنَّتِهِ جَاءَتْ رِيحٌ فِيهَا سُمُومٌ فَأَحْرَقَتْ جَنَّتَهُ، فَلَمْ يَجِدْ مِنْهَا شَيْئًا، فَكَذَلِكَ الْمُنْفِقُ رِيَاءً»
ثم ذكر الآثار الدالة على الطريقة الثانية لحرق جنة الطاعة
فقال :
عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ النَّاسَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ، فَمَا وَجَدَ أَحَدًا يَشْفِيهِ، حَتَّى قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَهُوَ خَلْفَهُ:
«يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَجِدُ فِي نَفْسِي مِنْهَا شَيْئًا» ،
قَالَ: فَتَلَفَّتَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: تَحَوَّلْ هَاهُنَا، لِمَ تَحْقِرُ نَفْسَكُ؟
قَالَ: " هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَعْمَلَ عُمْرَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْخَيْرِ وَأَهْلِ السَّعَادَةِ، حَتَّى إِذَا كَانَ أَحْوَجَ مَا يَكُونُ إِلَى أَنْ يَخْتِمَهُ بِخَيْرٍ حِينَ فَنِيَ عُمْرُهُ، وَاقْتَرَبَ أَجَلُهُ، خَتَمَ ذَلِكَ بِعَمَلٍ مِنْ عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَأَفْسَدَهُ كُلَّهُ فَحَرَقَهُ أَحْوَجَ مَا كَانَ إِلَيْهِ "
وذكر أيضا:
عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عُمَرَ، تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلِ وَأَعْنَابٍ} قَالَ:
«هَذَا مَثَلٌ ضُرِبَ لِإِنْسَانٍ يَعْمَلُ عَمَلًا صَالِحًا، حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَهُ آخِرُ عُمْرِهِ أَحْوَجَ مَا يَكُونُ إِلَيْهِ، عَمِلَ عَمَلَ السُّوءِ»
وذكر عن عمر ابن الخطاب أيضا تفسيره لهذا المثل
قَالَ عُمَرُ «رَجُلٌ عُنِيَ بِعَمَلِ الْحَسَنَاتِ، ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ لَهُ الشَّيْطَانَ، فَعَمِلَ بِالْمَعَاصِي حَتَّى أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ كُلَّهَا ....)
وروى عن ابن عباس قوله:
«ضُرِبَتْ مَثَلًا لِلْعَمَلِ يَبْدَأُ فَيَعْمَلُ عَمَلًا صَالِحًا، فَيَكُونُ مَثَلًا لِلْجَنَّةِ الَّتِي مِنْ نَخِيلِ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ، لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ، ثُمَّ يُسِيءُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ، فَيَتَمَادَى عَلَى الْإِسَاءَةِ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى ذَلِكَ، فَيَكُونُ الْإِعْصَارُ الَّذِي فِيهِ النَّارُ الَّتِي أَحْرَقَتِ الْجَنَّةَ، مَثَلًا لِإِسَاءَتِهِ الَّتِي مَاتَ وَهُوَ عَلَيْهَا) (انتهى )
اللهم احفظ أعمالنا من الرياء واختم لنا أعمارنا بخير
لا تحرقوا جنات أعمالكم الصالحة ب:
1/ الرياء ...أو
2/ كثرة المعاصي بعد الطاعات
يقول تعالى:
{أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلِ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ
فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ
فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} [البقرة: ٢٦٦]
للسلف قولان في كيفية حرق جنة الطاعة، وقد ذكر الإمام الطبري آثار السلف الدالة على القولين:
قال الطبري :
{فَاحْتَرَقَتْ} يَعْنِي بِذَلِكَ أَنَّ جَنَّتَهُ تِلْكَ أَحْرَقَتْهَا الرِّيحُ الَّتِي فِيهَا النَّارُ فِي حَالِ حَاجَتِهِ إِلَيْهَا، وَضَرُورَتِهِ إِلَى ثَمَرَتِهَا بِكِبْرِهِ وَضَعْفِهِ عَنْ عِمَارَتِهَا، وَفِي حَالِ صِغَرِ وَلَدِهِ وَعَجُزِهِ عَنْ إِحْيَائِهَا وَالْقِيَامِ عَلَيْهَا، فَبَقِيَ لَا شَيْءَ لَهُ، أَحْوَجَ مَا كَانَ إِلَى جَنَّتِهِ ....
يَقُولُ: فَكَذَلِكَ الْمُنْفِقُ مَالَهُ رِيَاءَ النَّاسِ، أَطْفَأَ اللَّهُ نُورَهُ، وَأَذْهَبَ بَهَاءَ عَمَلِهِ، وَأَحْبَطَ أَجْرَهُ .....
ثم ذكر أثرا عن السدي يوضح هذا المعنى فقال
عَنِ السُّدِّيّ
«هَذَا مَثَلٌ آخَرُ لَنَفَقَةِ الرِّيَاءِ، أَنَّهُ يُنْفِقُ مَالَهُ يُرَائِي النَّاسَ بِهِ، فَيَذْهَبُ مَالُهُ مِنْهُ وَهُوَ يُرَائِي، فَلَا يَأْجُرْهُ اللَّهُ فِيهِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ وَاحْتَاجَ إِلَى نَفَقَتِهِ، وَجَدَهَا قَدْ أَحْرَقَهَا الرِّيَاءُ، فَذَهَبَتْ كَمَا أَنْفَقَ هَذَا الرَّجُلُ عَلَى جَنَّتِهِ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ وَكَثُرَ عِيَالُهُ وَاحْتَاجَ إِلَى جَنَّتِهِ جَاءَتْ رِيحٌ فِيهَا سُمُومٌ فَأَحْرَقَتْ جَنَّتَهُ، فَلَمْ يَجِدْ مِنْهَا شَيْئًا، فَكَذَلِكَ الْمُنْفِقُ رِيَاءً»
ثم ذكر الآثار الدالة على الطريقة الثانية لحرق جنة الطاعة
فقال :
عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: سَأَلَ عُمَرُ النَّاسَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ، فَمَا وَجَدَ أَحَدًا يَشْفِيهِ، حَتَّى قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَهُوَ خَلْفَهُ:
«يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي أَجِدُ فِي نَفْسِي مِنْهَا شَيْئًا» ،
قَالَ: فَتَلَفَّتَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: تَحَوَّلْ هَاهُنَا، لِمَ تَحْقِرُ نَفْسَكُ؟
قَالَ: " هَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَعْمَلَ عُمْرَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْخَيْرِ وَأَهْلِ السَّعَادَةِ، حَتَّى إِذَا كَانَ أَحْوَجَ مَا يَكُونُ إِلَى أَنْ يَخْتِمَهُ بِخَيْرٍ حِينَ فَنِيَ عُمْرُهُ، وَاقْتَرَبَ أَجَلُهُ، خَتَمَ ذَلِكَ بِعَمَلٍ مِنْ عَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَأَفْسَدَهُ كُلَّهُ فَحَرَقَهُ أَحْوَجَ مَا كَانَ إِلَيْهِ "
وذكر أيضا:
عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، أَنَّ عُمَرَ، تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلِ وَأَعْنَابٍ} قَالَ:
«هَذَا مَثَلٌ ضُرِبَ لِإِنْسَانٍ يَعْمَلُ عَمَلًا صَالِحًا، حَتَّى إِذَا كَانَ عِنْدَهُ آخِرُ عُمْرِهِ أَحْوَجَ مَا يَكُونُ إِلَيْهِ، عَمِلَ عَمَلَ السُّوءِ»
وذكر عن عمر ابن الخطاب أيضا تفسيره لهذا المثل
قَالَ عُمَرُ «رَجُلٌ عُنِيَ بِعَمَلِ الْحَسَنَاتِ، ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ لَهُ الشَّيْطَانَ، فَعَمِلَ بِالْمَعَاصِي حَتَّى أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ كُلَّهَا ....)
وروى عن ابن عباس قوله:
«ضُرِبَتْ مَثَلًا لِلْعَمَلِ يَبْدَأُ فَيَعْمَلُ عَمَلًا صَالِحًا، فَيَكُونُ مَثَلًا لِلْجَنَّةِ الَّتِي مِنْ نَخِيلِ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ، لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ، ثُمَّ يُسِيءُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ، فَيَتَمَادَى عَلَى الْإِسَاءَةِ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى ذَلِكَ، فَيَكُونُ الْإِعْصَارُ الَّذِي فِيهِ النَّارُ الَّتِي أَحْرَقَتِ الْجَنَّةَ، مَثَلًا لِإِسَاءَتِهِ الَّتِي مَاتَ وَهُوَ عَلَيْهَا) (انتهى )
اللهم احفظ أعمالنا من الرياء واختم لنا أعمارنا بخير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق