الودود
وقد ورد في القرآن مرتين :
الأولى : في قوله تعالى : { وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ }.
والثانية : في قوله تعالى : { إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ *وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ }.
ومعناه : أي الذي يحب أنبياءه و ورسله وأتباعهم،ويحبونه ، فهو أحب إليهم من كل شيء، قد امتلأت قلوبهم محبة له .
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي –رحمه الله- في تقرير عظيم له في بيان معنى هذا الاسم ودلالاته :
((الودود : أي : المتودد إلى خلقه بنعوته الجميلة ، وآلائه الواسعة ،وألطافه الخفية ،
ونعمه الخفية والجلية ،
فهو الودود بمعنى الواد
وبمعنى المودود،
يحب أولياءه و أصفياءه ويحبونه ،
فهو الذي أحبهم وجعل في قلوبهم المحبة ،
فلما أحبوه
أحبهم حبًّا آخر جزاء لهم على حبهم .
فالفضل كله راجع إليه ،
فهو الذي وضع كل سبب يتوددهم به ،
ويجلب ويجذب قلوبهم إلى وده ،
تودد إليهم بذكر ما له من النعوت الواسعة العظيمة الجميلة الجاذبة للقلوب السليمة والأفئدة المستقيمة ،
فإن القلوب والأرواح الصحيحة مجبولة على محبة الكمال ))اهـ.
وإذا عرف العبد بأن ربه سبحانه ودود يحب أولياءه ويحب من أطاعه ،
يحب المؤمنين المتقين ،
ويحب الصابرين المتوكلين ،
ويحب التوابين المتطهرين ،
ويحب الصادقين المحسنين ،
ويحب جميع الطائعين ،
ولا يحب الظالمين الكافرين ، ولا يحب الخائنين المسرفين ، ولا يحب المختالين المستكبرين ،
فإنه يجب عليه أن يطيع أمره ، ويفعل ما يحبه ويرضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال ،
وأن يتقرب إليه سبحانه بامتثال أمره ،واجتناب نهيه ، وحب ما يحبه من الأقوال والأعمال ،
وحب كلامه سبحانه ، وحب رسوله ﷺ وسنته ، والاجتهاد في متابعته ،
فبذلك تُنال محبة الله ،
قال تعالى :
{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}،
وفي الدعاء المأثور عن النبي ﷺ :
(أسألك حبك ،وحب من يحبك ،وحب عمل يقربني إلى حبك )
رواه الإمام أحمد والترمذي.
مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق