السبت، 24 سبتمبر 2016

" البّر "

وقد ورد في القرآن الكريم في موضع واحد ،

وهو قوله تعالى : { إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}
[الطور : 28]،

ومعناه :أي :
الذي شمل الكائنات بأسرها ببره ومنِّه وعطائه ،
فهو مولي النعم ،واسع العطاء ، دائم الإحسان ،
لم يزل ولا يزال بالبر والعطاء موصوفا ، وبالمنِّ والإحسان معروفا ،
تفضل على العباد بالنعم السابغة ،والعطايا المتتابعة ، والآلاء المتنوعة ،

ليس لجوده وبره وكرمه مقدار ،
فهو سبحانه ذو الكرم الواسع والنوال المتتابع ،والعطاء المدرار.

ومما ينبغي أن يعلم هنا أن البر سبحانه يحب أهل البر،
فيقرب قلوبهم منه بحسب ما قاموا به من البر ،
ويحب أعمال البر ، فيجازي عليها بالهدى والفلاح والرفعة في الدنيا والآخرة ،

والبر أصله التوسع في فعل الخيرات ،

وأجمع الآيات لخصاله قوله تعالى :
{ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }[البقرة : 177].

وقال الله تعالى :
{ لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ}[آل عمران : 92] ،

قال قتادة –رحمه الله -:
(( لن تنالوا بر ربكم حتى تنفقوا مما يعجبكم ومما تهوون من أموالكم )) رواه ابن جرير الطبري في تفسيره.

ألهمنا الله جميعًا رشد أنفسنا ، ورزقنا من فضله وبره وجوده مالا نحتسب إنه سميع مجيب.

مختصر فقه الأسماء الحسنى للشيخ عبد الرزاق البدر��

����������������

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق