عَنْ عَرْفَجَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : { إِنَّهُ سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ ، فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ }
وفي رواية (فاقتلوه).
وفي رواية للنسائي عن أسامة بن شريك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما رجل خرج يفرق بين أمتي فاضربوا عنقه)).
فإن هذا إخبار من النبي صلى الله عليه وسلم لأمته ببعض ما سيحدث لها بعده، من الفتن والشرور، ويوصي عندها بالحرص على اجتماع الكلمة ووحدة الصف، ونبذ الفرقة، وفي سبيل تحقيق ذلك يسد الطريق أمام كل ما من شأنه أن يمزق كيان هذه الأمة، ويفرق شملها. والهنات: جمع "هَنَة" والمراد بها هنا: الفتنُ، والأمور الحادثة.
فمن أرادها وسعى إليها فامنعوه وادفعوه بما يندفع به شره، ولو بمقاتلته وقتله إن لم يندفع إلى بذلك، لأن مصلحة الجماعة واجتماع الكلمة أعظم من حرمة دم مريد الفتنة، وإن كان مسلماً.
وعن معنى هذا الحديث يقول النووي في شرح مسلم: (فيه الأمر بقتال من خرج على الإمام، أو أراد تفريق كلمة المسلمين، ويُنهى عن ذلك، فإن لم ينته قوتل، وإن لم يندفع شره إلا بقتله، فقتل كان هدراً، فقوله صلى الله عليه وسلم: "فاضربوه بالسيف" وفي الرواية الأخرى "فاقتلوه" معناه: إذا لم يندفع إلا بذلك).
والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق